ورقة الإمتحان داخل الجامعات معيار عفى عليه الزمن

Anas attafi

4/19/20251 دقيقة قراءة

نصادف بين هنيهة و أخرى مفاهيم تخترق مسامعنا بكثرة من قبيل "الإنقسامات الاجتماعية"، "اللامساواة"، "الانحراف".. غير أنه قلما ينظر إليها في بعض الأنشطة التي تبدوا أكثرعفوية كموضوعنا قيد التحليل. من خلال هذه الورقة أقدم قراءة أولية أسائل البناء الإجتماعي الذي أفرز لنا الامتحانات بالطبيعة المتعارف عليها في المدارس و الجامعات الوطنية، كوسيلة و كمعيار سيان يمثل التقدم و النجاح.

ألم يحن الوقت لنترك هذه المنظومة المهترئة؟ رغم مساوئها التي لا تعد و لا تحصى تظل صامدة كمعيار مثالي في تشخيص مكتسبات الطالب في وحدة ما؟ ألا الأجدر بنا أن نتبع النموذج الفنلندي لتجربته الناجحة على الأقل مع التلاميذ مع العمل على ابتكار سبل ناجعة تلائم طلبة الجامعة؟ لماذا و رغم إدراك هذا المعطى من قبل الأساتذة يساهمون في تغذية و إنتاج نفس الواقع؟ هل يمكننا خلق أنظمة أكثر رقي عوض اجتياز امتحانات شبيهة بسجن تحرسه الشرطة؟

كثيرة هي الأسئلة التي تتدفق في أذهاننا، نذكر القارئ هي محاولة متواضعة نصبوا من خلالها إلى فهم مايجري، فالمدارس أو الجامعات هي ليست وليدة اليوم، و التاريخ قدم لنا رؤى عن هذه المؤسسات حيث كانت و لا تزال أداة من أدوات الضبط الإجتماعي في المقام الأول، هذا المنحنى يدفعنا لتساؤلات أخرى؛ هل يسهم اجتياز الإمتحانات الكتابية في تعزيز التفكير و الإبداع؟ و لماذا رغم قصوره أو عجزه أحياتا في تحديد كمية المكتسبات من المادة المدروسة و تركيزه على ما استطاع أن يتذكره الطالب(ة) يظل قائما؟

أي قضية ترتبط بالبشر ليست هينة، لكن الملاحظ أن الهم الذي يحمله أغلب الطلبة هو اجتياز الامتحان Validation و بالتالي إذا كان النجاح في الامتحان غاية في ذاته، دون جودة المحصول الأكاديمي، فنحن أمام إديولوجية وظيفتها "الضبط الإجنماعي" خصوصا حينما امتزجت بالرأسمالية، حيث صارت ورقة الإمتحان و الدرجة المحصل عليها عامل حاسم من أجل الحصول على وظيفة ذات مكانة مرموقة. في سياق متصل قال توماس إديسون "غدا لدي امتحان، لكن لا أهتم، لن تستطيع هذه الورقة تحديد مستقبلي" ، فورقة الإمتحان هي أداة قاصرة تتضمن المشكلة في كنهها لاسيما مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي جلبت معها أدوات جعلت من الغش عملية سهلة.

تجري في حياتنا الإجتماعية أحداثا تبدوا عفوية بفعل ألفنا إليها، لا نلقي لها بالا، أو حينما نفعل يكون بعد فوات الأوان. لذا أدعوا من خلال هذه الكلمات التي كان الهدف منها طرح أسئلة و إثارة النقاش، في حاجة ملحة لتطوير سياسة عامة تعلي من قيمة العلم وليس ظله. تماشيا مع ما تم ذكره و تأكيدا على أن هذا النوع من الإختبارات هي أحادية البعد لاتراعي جوانب و عوامل أخرى متعددة، و لاغروة أنها تخلق معضلات عصية كما استهلنا ببعضها في منطلق حديثنا، أختم حديثي بعبارة ذكرها البرت أينشتاين "كل شخص عبقري، لكن إذا حكمت على قابلية السمكة أن تتسلق الشجرة، ستعيش طوال حياتها تؤمن بأنها غبية".